ناقش فرع الباطنية بكلية الطب بجامعة القادسية بحث الطالب المتدرب لدراسة البورد العراقي مصطفى قابل جميل بعنوان الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية لدى البالغين تحدي التشخيص في محافظة الديوانية بأشراف أ.د. حازم كاظم الخفاجي

تناولت الدراسة ان الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية لدى البالغين(HP) من الحالات المرضية الصعبة جدا في التشخيص وتشخيصها تحدي على مستوى العالم اجمع ويحتاج الى دراسة شاملة وتحري دقيق عن التاريخ المرضي لتعرض المريض الى المستضد المسبب للمرض وأيضا بحاجة الى فريق متكامل متعدد المهام من مهام سريرية واشعاعية وأخرى نسيجية ومختبرية لجمع المعلومات والبيانات الخاصة بالمرض وفي بعض الحالات نحتاج من اجل التقييم او التشخيص الى اجراء ناظور القصبات وجمع العينات النسيجية والخلوية ودراستها من خلايا وتشريح مرضي للانسجة من اجل الوصول للتشخيص النهائي الدقيق للمريض.

ان مرض (الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية لدى البالغين) هو مرض مناعي يتجلى في مرض الرئة الخلالي (ILD) يصيب انسجة الرئة ويمتد خلالها لدى الأفراد المعرضين للإصابة بعد التعرض لعامل (عوامل) تحريضي محدد أو غير محدد.

للمرض اعراض مرضية وسريرية متعددة وغير متجانسة، بالإضافة إلى أنماط إشعاعية متنوعة حسب نتائج الفحص الشعاعي من المحتمل أن ترتبط بالقابلية الوراثية الفردية، ونوع المستضد، ومدى التعرض وطول فترة التعرض للعامل المسبب للمرض وكذلك التفاعل مع عوامل الإصابة الأخرى.

هدفت الدراسه بالتوصل إلى الإجابة على السؤال: “هل تشخيص الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية لدى البالغين قابل للتطبيق في مستشفى الديوانية التعليمي؟”.

المرضى وطرق العمل: اجريت الدراسة في مركز الربو والحساسية في مستشفى الديوانية التعليمي للمرضى الذين لديهم اشتباه سريري في الإصابة بالالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية للمرضى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا حيث تم إخضاع المرضى للفحص السريري الروتيني بما في ذلك الفحص الشامل لأجهزة الجسم وفحص الجهاز التنفسي وتم فحصهم عن طريق الاختبارات الروتينية الدموية والكيميائية الحيوية والإشعاعية وغيرها من الاختبارات المعملية المتاحة بالإضافة إلى اختبار وظائف الرئة.

النتائج: كان متوسط العمر 29.94 ±13.29 وتراوح بين 25 -51 سنة. وبحسب الجنس فقد بلغ عددهم 21 انثى بنسبة (%70.0) و9 ذكور بنسبة (30.0%). كان متوسط مؤشر كتلة الجسم 23.81 ±7.28 كجم/م2. وكانت نسب الإصابة حسب الأسباب كما يلي: استخدام المنظفات ومحاليل المطهرات 21 حالة بنسبة (70.0%)، رئة المزارع 6 حالات وبنسبة(20.0 %)، ومربي الطيور 3 حالات وبنسبة (10.0%). تم الإبلاغ عن الأعراض التالية:

التعرض للمستضدات، وضيق التنفس، والسعال، والقشعريرة، وضيق الصدر، وفقدان الوزن، وآلام الجسم، والأزيز، والأعراض بعد 4-8 ساعات من التعرض وألم في الصدر. تم الإبلاغ عن العلامات التالية: الحمى، فرقعة الشهيق، الصفير، الزرقة، التعجر، واعتلال الغدد فوق الترقوة أو عنق الرحم. وأظهرت التحقيقات نتيجة متغيرة ومتنوعة حسب الحالة.

الاستنتاج: كان المرض مرتبطا أكثر بجنس الاناث، مع نطاق عمري واسع نسبيا حيث شمل فئات عمرية كثيرة ومتنوعة. المظاهر السريرية والاعراض متغيرة للغاية ووجود التعرض للمستضد هو أكثر السمات المرضية التي كانت مميزة للتاريخ المرضي للمرضى. التحقيقات والتحريات عن المرض متغيرة للغاية حسب خصوصية الحالة. يتم تشخيص المرض في الغالب على أنه استبعاد ويحتاج إلى دليل قوي للتعرض لمستضد او اكثر او عامل مسبب او اكثر من عامل تعرض لها المريض او المصاب.

التوصيات: تطبيق الدراسة على عينات واعداد كبيرة من المرضى او ممن يمتلكون شكوى او اعراض مماثلة لأعراض الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية لدى البالغين وفي اكثر من مركز للدراسة في ان واحد حيث ان ذالك ضروريا جدا في مثل هذه الدراسة المهمه والمعقدة والمليئة بالتحديات ليقودنا الى نتائج اكبر واشمل واكثر دقة للتغلب على صعوبات تشخيص هذا المرض الذي شغل مركز البحوث والمراكز العلمية الطبية في العالم اجمع.

اجراء دراسة قائمة على المقارنة بين المعلومات والبيانات المرضية المتحصلة عن طريق التاريخ المرضي, الفحص السريري, نتائج الفحص النسيجي التشريحي المختبري, الفحوصات التصويرية او الاشعاعية وما الى ذالك من خطوات تشخيصية كل ذالك من الممكن ان يساعد في استحداث منهج عالمي متفق عليه لتشخيص التهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية لدى البالغين وانهاء ملف هذا المرض الغامض والى الابد وخلق امل جديد للمرضى بالشفاء منه والعودة الى الحياة السليمة الصحية.